هفضل تاعبك انا حاجة صعبة سيبتك شوية خدت لفة
والحال اليوم كما الحال بالامس، صراع محتدم بين تيارين، احدهما وهو التيار التجديدي يرى ان الموجود وما يطرح على الساحة في الوقت الحاضر من الوان الموسيقى هو ما يتطلبه تطور العصر، وهو انتقال طبيعي وحتمي لمرحلة تفرض وجودها. وبناء لذلك، لا باس من ان تتخذ الاغنية العربية مثلا مسارا مختلفا عن المسار الموروث.
والاغنية لا تقف عند نقطة معينة، ولا ترتبط بالارث الموسيقي وقوالبه ومقاماته، حتى وان استدعى ذلك الانسلاخ الكلي من الماضي بكل ما فيه من قيم فنية وادبية وثقافية. ونسمع بمن يطالب بتخلي الموسيقى العربية عن “الربع تون” بحجة جعل الاذن الغربية تتقبلها وتستسيغها. في حين يرى التيار المحافظ ان القيمة الفنية في الاغنية العربية هي بالتزامها بقوالب الموسيقى العربية وقواعدها واصولها ومقاماتها، وعدم المساس بها او تطويرها او تحديثها.
فهم يرفضون كل ما هو حديث حتى انهم يرفضون الاستعانة بالتكنولوجيا الرقمية في اي عمل موسيقي، علما بان هذه التكنولوجيا اصبحت اليوم من اساسيات التوزيع الموسيقي للاغنية العربية.
توجت الموسيقى العربية بالبساطة ’ولم يهمت بها العرب كثيرا كما ان العرب ترجموا وطوروا النصوص والاعمال الموسيقية الاغريقية واتقنوا النظريات الموسيقية الاغريقية.
لم يستخدم العرب الموسيقى في عباداتهم كما فعل الغرب، خصوصا انهم قبل الاسلام لم يكن لديهم دين واحد يجمعهم. لذا فان الموسيقى الدينية قبل الاسلام تكاد تكون مهملة. اما الموسيقى الدنيوية خلال تلك الفترة فقد كانت اكثر اهمية.
لعبت المراة دورا اساسيا في انتشار الموسيقى العربية قبل الاسلام، اذ كانت نساء القبائل يشتركن في موسيقى الاعياد العائلية او القبلية بالاتهن. وقد استمرت تلك العادات حتى ان هند بنت عتبة كانت على راس بعض النسوة اللواتي كن يخففن متاعب السفر عن قريش في غزوة احد سنة 625 ميلادية بالاغاني ورثاء قتلى بدر بضرب الدفوف.
كانت الموسيقى في فترة ما قبل الاسلام مشابهة لتلك الموسيقى القديمة في الشرق الاوسط, و معظم المؤرخين يتفقون انه كان عند العرب اشكال مختلفة من الموسيقى في الفترة ما بين القرنين 5-7 م. الشعراء كانوا يلقون الشعر بنوطات عالية. من اشهر الموسيقيين الجاهليين عرف عدي بن ربيعة شاعر بني تغلب المشهور والذي لقب بالمهلهل بسبب صوته. وكان علقمة بن عبدة من الشعراء الذين غنوا المعلقات. وكان الاعشى ميمون بن قيس يطوف بجميع ارجاء الجزيرة العربية وبيده الصنج يغني الاشعار الرائعة التي وهبته مكانة بين شعراء المعلقات. وكان يسمى صناجة العرب. ومن المؤكد ان النصر بن الحارث، سليل قصي المشهور، كان من شعراء الجاهلية الموسيقيين.
بدات الموسيقى العربية تطورها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، خصوصا في عهد الخديوي اسماعيل الذي كلف الموسيقار الايطالي فردي بتاليف اوبرا عايدة وبناء دار الاوبرا المصرية بمناسبة افتتاح قناة السويس. واحتضن الخديوي عبده الحامولي الذي كان يغني في القصر.
اشهر المغنيات في عصر الاساطير: جرادتا بني عاد المشهورتان وكانتا تسميان تعاد وتماد. وكانت هزيلة وعفيرة مغنيتي بني جديس، القبيلة التي افنت بني طسم. ومن المحتمل ان ام حاتم الطائي الشاعر المشهور كانت موسيقية. وكانت الخنساء شاعرة الرثاء المشهورة تغني مراثيها بمصاحبة الموسيقى. وكانت بنت عتبة التي تمثل السيدة العربية الجاهلية شاعرة وموسيقية.
ومن تلامذة عبده الحامولي ظهر يوسف المنيلاوي وصالح عبد الحي والشيخ سلامة حجازي وسيد درويش. ثم تطورت الموسيقى المصرية والعربية وفن الغناء سريعا باستبدال التخت بالاوركسترا وادخال الات اوروبية لم تكن معروفة للمصريين والعرب، منها الكمان والكونترباص والبيانو وغيرها.
المصدر: كلمات اغنية انا الكبير سيف نور